Admin Admin
عدد المساهمات : 707 نقاط : 1374 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/02/2009 العمر : 35
| موضوع: بشرى للتائبين السبت أكتوبر 17, 2009 2:45 pm | |
| بشرى للتائبين
قد يرتكب الإنسان الذنوب وفي النهاية ينوي التوبه ويندم أشد الندم ويعزم على عدم العوده لأرتكاب تلك المعاصي .
لكن قد يلاحقه صورة ذلك الماضي الأسود وصورة تلك الحياة التي كان يعيشها قبل توبته وقد تنتابه الحسره على العمر الذي ضاع في العصيان والحسره على تفويته الفرصه لأستغلال تلك الساعات في طاعة الله وهنا تأتي الأسئلة في ذهن التائب :
هل سيعفو الله عني وأنا الذي أرتكبت من الذنوب كذا وكذا وأنا صاحب الدواهي العظمى وأنا الذي تجرأت على جبار السما ؟
وأن تبت وعفا الله عني هل سينسى الناس جرائمي التي أرتكبتها وكيف لي ان أمحي هذا الماضي من عقولهم وأنا الذي جاهرت بالمعصيه وعرفوا عني ما عرفوا ؟
كيف لي أن أغير حياة الضلال التي تعودت عليها وتآلفت معها ؟ كيف لي ان أترك الحرام الذي أدمنت عليه ؟
هل ممكن أن أحول سيئاتي إلى حسنات ؟
هل بأمكاني ان أحيا حياة طيبة وان أغير حياتي كلية وأصل على مدراج الكمال ؟
وتأتي الأجابه من رب العالمين في كتابه الكريم لكل هذه الأسئلة :
(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) الزمر: 53
فالله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعا مهما كانت هذا الذنوب لكنه يريد حركه من عبده وهي التوبه والندم على ما فات والعزم على عدم العوده لذنب وإلا الذي يستغفر ويعود لأرتكابه لذنوب يكون قد أستهزأ بنفسه
وقال تعالى (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) آل عمران: 135
هنا يشترط الله في قبول التوبه هو عدم الأصرار على المعصية
فالمجاهد في سبيل الله والذي يبذل مجهودا مبذولا فيما يتعلق به تعالى من اعتقاد عمل، فلا ينصرف عن الإيمان به و الائتمار بأوامره و الانتهاء عن نواهيه بصارف يصرفه.
يكون ثوابه الهدايه من الله كما في قوله تعالى :
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) العنكبوت: 69
و قوله: «جاهدوا فينا» أي استقر جهادهم فينا .
و قوله: «لنهدينهم سبلنا» أثبت لنفسه سبلا و هي أيا ما كانت تنتهي إليه تعالى فإنما السبيل سبيل لتأديته إلى ذي السبيل و هو غايتها فسبله هي الطرق المقربة منه و الهادية إليه تعالى، و إذ كانت نفس المجاهدة من الهداية كانت الهداية إلى السبل هداية على هداية فتنطبق على مثل قوله تعالى: «و الذين اهتدوا زادهم هدى»: محمد: 17.
بل أن الله يكون ولي للمؤمن ويتكفل بأمره كما في قوله تعالى:
(الله ولي الذين ءامنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) البقرة :257
بل أن الله أكد على أن الذي يعمل عمل صالح يحييه حياة طيبة كما في قوله تعالى : (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) النحل : 97
و قوله: «فلنحيينه حياة طيبة» الإحياء إلقاء الحياة في الشيء و إفاضتها عليه فالجملة بلفظها دالة على أن الله سبحانه يكرم المؤمن الذي يعمل صالحا بحياة جديدة غير ما يشاركه سائر الناس من الحياة العامة
وقوله تعالى: «و لنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون»
المراد بذلك أن العمل الذي يأتون به و له في نوعه ما هو حسن و ما هو أحسن فالله سبحانه يجزيه من الأجر على ما أتى به ما هو أجر الفرد الأحسن من نوعه فالصلاة التي يصليها الصابر في الله يجزيه الله سبحانه لها أجر الفرد الأحسن من الصلاة و إن كانت ما صلاها غير أحسن و بالحقيقة يستدعي الصبر أن لا يناقش في العمل و لا يحاسب ما هو عليه من الخصوصيات المقتضية لخسته و رداءته كما يفيده قوله تعالى: «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب».
بل والأكثر من ذلك يهب له حياة أبتدائية جديدة ويجعل له نور يمشي به في الناس كما في قوله تعالى:
(أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون) الأنعام 122
فالإنسان قبل أن يمسه الهدى الإلهي كالميت المحروم من نعمة الحياة الذي لا حس له و لا حركة فإن آمن بربه إيمانا يرتضيه كان كمن أحياه الله بعد موته، و جعل له نورا يدور معه حيث دار يبصر في شعاعه خيره من شره و نفعه من ضره فيأخذ ما ينفعه و يدع ما يضره و هكذا يسير في مسير الحياة.
ويهب لهذا الميت نور و هذا النور أثره في المؤمن أنه «يمشي به في الناس» أي يتبصر به في مسير حياته الاجتماعية المظلمة ليأخذ من الأعمال ما ينفعه في سعادة حياته، و يترك ما يضره.
ويبدل سيئاته إلى حسنات
( ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفو) سورة الأعراف آية 95
أقراو هذه الرواية التي تبعث في نفوس التائبين الأمل
أوحى الله تعالى إلى داود (عليه السلام): يا داود!.. مَنْ أحبّ حبيباً صدّق قوله، ومَنْ رضي بحبيب رضي فعله، ومَنْ وثق بحبيب اعتمد عليه، ومَنْ اشتاق إلى حبيب جدّ في السير إليه.. يا داود!.. ذكري للذاكرين، وجنتي للمطيعين، وحبي للمشتاقين، وأنا خاصة للمحبين.. وقال سبحانه: أهل طاعتي في ضيافتي، وأهل شكري في زيادتي، وأهل ذكري في نعمتي، وأهل معصيتي لا أويسهم من رحمتي.. إنْ تابوا فأنا حبيبهم، وإنْ دعوا فأنا مجيبهم، وإنْ مرضوا فأنا طبيبهم، أداويهم بالمحن والمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب.
فالتائب محبوب عند الله تعالى كما قال تعالى: ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) البقرة :22
إن الله يحب جميع أنواع التوبة سواء كانت بالاستغفار أو بامتثال كل أمر و نهي من تكاليفه أو باتخاذ كل اعتقاد من الاعتقادات الحقة، و يحب جميع أنواع التطهر سواء كان بالاغتسال و الوضوء و الغسل أو التطهر بالأعمال الصالحة أو العلوم الحقة، و يحب تكرار التوبة و تكرار التطهر.
فإذا أخي أيها التائب كم أنت محبوب عند الله
جد وأجتهد أخي وسارع في التوبه فإن الله معك وسيهديك طريقك ولن يتخلى عنك لحظه واحده ولا تيأس فربما تصل إلى أعلى مقامات المتقين والمؤمنين فالباب مفتوح سارع بالتوبه قبل فوات الأمان فكل يوم جديد يطلع عليك هو فرصه جديده منحها أياك رب العالمين | |
|